يقول: "فاعلم أن الذات الإلهية لما كانت تامة فوق التمام، بسيطة فوق البساطة، فهي كل الأشياء بوجه بسيط إجمالي، منزه عن قاطبة الكفرات الخارجية والخيالية والوهمية والعقلية، فهي كل الأشياء وليس بشيء منها" يقول: الذات الإلهية هي كل الأشياء وليست شيئاً منها.
ثم يقول: "وهذه قاعدة ثابتة في مستورات أصحاب الحكمة المتعالية، مبرهنة في الفلسفة الإلهية، مكشوفة ذوقاً عند أصحاب القلوب وأرباب المعرفة" بمعنى أنه إن قيل له: ما دليلك يا
خميني على أن الذات الإلهية هي كل الأشياء الموجودة؟ قال: إنها ثابتة في أسفار كتب الحكمة، ومبرهنة في كتب الفلسفة الإلهية، أي: موجودة في كلام
فلاسفة اليونان الضالين القدماء، وأيضاً مكشوفة ذوقاً.
بمعنى أنه دل عليها العقل كما عند
اليونان، ودل عليها الذوق كما عند
الصوفية.
أما الذين لا يستدلون إلا بالقرآن أو السنة.. أصحاب الظاهر.. فهم لا يعرفون هذه الأسرار وهذه العلوم ولا المكاشفات.
يقول: "مسددة بالآيات القرآنية، مؤيدة بالأحاديث المروية"، وهذا من الكذب على الله وعلى رسوله، إذ يدعي أن الآيات والأحاديث تدل على هذه العقيدة التي هي أبطل وأفسد عقيدة.
يقول: "وإلا فالمشاهدات العرفانية والذوقيات الوجدانية غير ممكنة الإظهار بالحقيقة.. والاصطلاحات والألفاظ والعبارات للمتعلمين طريق الصواب، وللكاملين حجاب في حجاب".
ومن اصطلاحاتهم: الفناء في الله، أو الاتحاد أو المحو أو السكر أو الوجد، فـ
الخميني يزعم أن هذه العبارات وضعها الكاملون الذين عرفوا هذه الحقيقة -التي هي أبطل الباطل- وضعوها للمتعلمين والمريدين حتى يفهموا ماذا يريدون أن يقولوا، فهذه العبارات بالنسبة للمتعلمين طريق الصواب، فلا بد للمتعلم أن يتعلمها حتى يفهم، أما الكاملون الذين يرون الذات عياناً، فهي حجاب في حجاب، أصبحت العبارات حجاباً تحجبهم، فهم يرون الأمور انكشافاً على حقيقتها من غير عبارات ولا وصف ولا ألفاظ.